Admin Admin
عدد الرسائل : 96 تاريخ التسجيل : 21/04/2008
| موضوع: الادب ونهضة الامة الأحد مايو 18, 2008 11:28 am | |
| الأدب ونهضة الأمة الأدب رافد رئيس من روافد الثقافة ، ومكون أصيل من مكونات الحضارة ، لذلك كان له دوره المشهود في النهضة ، ومعاونة الأمة علي استشراف مستقبلها ، ورسم أحلام وأشواق ابنائها ، فالأدب له دور أكيد في تحقيق نهضة الأمة العربية من كوبتها الهائلة ، فالعمل الأدبي والذي يقتني الجمال والقيمة يؤثر في نفوس المتلقين تأثيرا لا يساويه لون آخر من ألوان الوعظ والخطابة ، والمحاضرات ، حيث يخاطب العمل الأدبي الوجدان ، وينبه العقل ، وينتقل بالقارئ إلي أفاق مواقف جديدة من الإيجابية والعطاء ، العمل الأدبي الجيد يطرح العديد من التساؤلات ، ويحرك المياه الراكدة في القلوب ، ويؤسس رأيا عاما ، وفكرا نابها والأمم القوية هي التي فطنت إلي أهمية الأدب في نهضتها ، فأعطته اهتمامها ، وشجعت الأدباء علي إبداعهم ، واعتنت عناية فائقة بالفكر والثقافة ، بعكس الحال في أوطاننا العربية والإسلامية والتي تعاني ركودا ثقافيا كبيرا ، وركودا أدبيا أشد ، وما مظاهر ضعف القراءة وانصراف الناس عن الآداب والفنون، سوي مظهر أكيد من مظاهر الضعف الشديد والانهيار البالغ بل وصل الأمر إلي اعتبار الأدب مظهرا من مظاهر الترف ، ونسمع كثيرا من يقول أنه لا يهوي الأدب ومطالعته وأن شئون المعاش أكثر أهمية وأجدي نفعا ، وهو في ذلك قد جانبه الصواب ، فالأدب يشتمل نفوسنا في اكثر أوقات حياتنا ، فوسائط الإعلام بما تقدمه من دراما وفنون ، والنماذج الأدبية التي تقدم عبر تلك الوسائط العملاقة قد شكلت وجدان الجماهير ، وطرائق التأثير الفني والأدبي قد رسمت أفكار الناس وإن ظنوا أنهم بعيدين عن دائرة الأدب وأقدم مادة هامة حتى نؤسس ما نرمي إليه من معني الأدب اللازم للنهوض بالأمة : والفقرة عن مدارس الأدب في عجالة سريعة فمن المدرسة الطبيعية والتي نقلت الواقع كما هو بحذافيره وبكل ما فيه من قبح وفساد ، لذلك كان اهتمام هذا الأدب بقاع المجتمع وبما فيه من موبقات وآلام وقبح هائل ، ثم المدرسة الرومانسية والتي انصرفت إلي الذاتية المحضة ، فأغلق الأدباء علي أنفسهم ذواتهم ولم ينزلوا من أتراح أوجاعهم الخاص إلي آلام واقعهم المشهود ، ثم ظهرت أيضا مدرسة الفن للفن والتي تري أن الشكل الجمالي والمتعة الفنية هو غاية العمل الأدبي والقصد منه ، حتى شاهدوا في القبح جمالا ، ثم الواقعية بشتى أطيافها خاصة الواقعية الاشتراكية والتي انصرفت كليا إلي قضايا المجتمع ومشكلاته ، ولكنها أهملت الناحية الجمالية فتحول العمل الأدبي معها لنشرة دعائية وأدب موجه أيدلوجيا يفتقد جمالية الفن ومتعته ، ثم التيارات الحداثية والتي استترت خلف الغامض من التعبير وانزلقت إلي مهاوي الفوضى ليس تجديدا ( فالتجديد أو التحديث مستمدا من الأصول ليرقي بها ويؤسس عنها ) بل هدما وفوضي شاملة تستتر خلف معميات اللفظ ، ومتاهات الرمز الغارق إلي مهاوي الغموض وظهر الأدب الإسلامي وهو في معناه الصحيح أدبا إنسانيا يلتزم بإطار قيمي مستمد من تعاليم الإسلام ، فالأدب الصحيح والناهض بالأمة هو الذي يقتني كل من القيمتين الجمالية والموضوعية فيحمل العمل الأدبي رؤياه الخاصة ويحدد موقفه من الكشف والإدانة والتفاعل مع الواقع ، وتقديم القيم الفنية والنفسية والإنسانية ، وفي ذات الوقت يقدم المتعة ليؤثر علي القارئ من أقرب سبيل فيداخله في خطرات نفسه ، ويحفر داخله تلك القيم بشكل لطيف ومؤثر ، أو يوخزه ليتألم وهو يقدم تشريحا للواقع ، لكنه أيضا يستمتع بما يضمه العمل من وسائل الأداء الجمالي ، أي أن الأدب الناهض بالأمة هو ما يشتمل علي الإمتاع والإبداع والانتفاع والأدب الإسلامي في محتواه أدبا يقدم القيم الفكرية والموضوعية في ثوبها الفني الأخاذ ، أي توجيه فلسفة الجمال نحو المجتمع وقضايا الإنسانية بعامة مع رعاية القيم الجمالية . ولا ريب أن مثل هذا الأدب يرقي بالأمم ويؤسس النهوض . [/size][/b] | |
|